استلقى على فراشه
ينظر للسقف لساعات يفكر كيف بدأت الأحداث.
منذ حوالي 4 سنوات
تقابلا على الإنترنت في مشكلة لها كانت تذرف الدموع لأجلها، ولأن من طبيعته مد يد
المساعدة للجميع سواء صديق أو غريب، طلب رقم هاتفها، وقف إلى جانبها وساندها حتى
تخطت مشكلتها. منذ ذلك الحين انعقدت بينهما صداقة متينة تحولت مع الوقت في خلال
عام إلى حب جارف، وحينما صارحته أنها تحبه، صارحها هو أنه يحبها منذ أول يوم التقاها
فيه. لكنها تراجعت بعد يومين، ذكرت مشاكل وأشياء كثيرة لديها، ولا تستطيع أن تكمل
علاقة الحب هذه. ذكّرها أنهما بالأساس صديقان وأنه غير مهتم سوى بسعادتها. بعد
أسبوع عادت لتقول له إنها تحبه. ليعودا مجدداً سوياً لتعود مرة أخرى بالبعد عنه
وحظر رقم هاتفه ثم تعود مجدداً لتخبره أنها تحبه. وتدور الأيام وتمر السنوات على هذا المنوال من
ابتعادها الذي يشمل كلمات قوية وقحة لم يعتدها منها، واعتذار بعدها بفترة ليسامحها
ويغفر لها ويعودا مقربين. تحمل منها الكثير خلال تلك السنوات، وتعلق بها بشدة حتى
صارت جملة بسيطة منها مثل "كيف حالك؟" تغمره بالسعادة، مكالمة هاتفية
واحدة تنسيه كل همومه ومشاكله واكتئابه وتشعره أنه على قيد الحياة.
لكن بعد 4 سنوات
كاملة من المعاناة معها تتخللها لحظات سعادة قصيرة للغاية، حظرته بشكل نهائي سواء
على الهاتف أو الإنترنت. ابتاع رقماً لا تعرفه واتصل بها لتخبره بأقسى ما سمعه
منها طيلة تلك السنوات... بأن كل ما قالته له كان لا يعني شيئاً بالنسبة لها، مجرد
كلام متطاير في الهواء، وأن هذه السنوات مجرد كذبة. وأنها أخرجته من حياتها لأنها
تستطيع ذلك، بدون أي سبب أو تقصير منه في حقها. تذكر في تلك اللحظات كم خسر من
أجلها لأنه جعلها الأولوية في حياته، من وقته الذي أعطاه لها بالكلية ومن صحته
والتي تدنت بعد أن عاد للتدخين لكي يكون ثمة أمراً مشتركاً بينهما رغم أنه قد ترك
التدخين لسنوات قبل أن يقابلها ومن أمواله في كل مرة دعاها للخروج يأخذها لأفخم
مكان ممكن، فقط ليسعدها، وكم فرصة تخلى عنها من سفر للخارج وارتباط بفتاة جميلة،
فقط لأجلها. تذكّر أيضاً كم كان مستعداً أن يخسره لأجلها، أهله وأصدقائه وإرثه،
وحياته كلها لو أرادت، فتملكه الغضب وقال لها أبشع كلام نطقه لشخص في حياته كلها.
لكن هذا لم يكن كفيلاً بتهدئة غضبه الذي صار كالبركان المتفجر في صدره، وأقسم أن
يخلص العالم من الشر الكامن فيها وأن لا تأذي أحداً بعده كما تعمدت إيذائه هو.
وضع الخطة، وشرع
بالتنفيذ. جمع كل ما يملك من المال واستأجر مخزناً مهجوراً بمنطقة أبو رواش بمحافظة
الجيزة وجهزه لتنفيذ الخطة. استعار سيارة صديق له وقرر أن يذهب لها عند مكان
عملها، وانتظرها لساعات حتى ظهرت. نزل من السيارة وتوجه إليها، عبست في وجهه حينما
رأته وحاولت الابتعاد لكنه ناداها وأخبرها أنه يريد أن يجلس معها لمرة واحدة فقط
لا غير، يريد الاعتذار عما بدر منه في حقها وأنه سيتركها لحال سبيلها. قالت أنها
غير متفرغة وأنها لا تستطيع الذهاب معه، توسل إليها، فقبلت على مضض.
أخذها إلى المقهى
الذي اعتادا الجلوس فيه، تحدث عن ما مر به واعتذر من قلبه عن ما بدر منه، وكان
يعني اعتذاره حقاً، استأذنت للدخول إلى المرحاض، فجلس في مكانه هادئاً حتى توارت
عن نظره، ليخرج من جيبه مخدراً قوياً أعده خصيصاً لهذا الغرض، ووضعه بمشروب
النسكافيه الذي تشربه عادة.
عادت واستكملت
مشروبها، بعد لحظات بدأت تشعر بالنعاس وقالت أنها ستذهب، أخبرها أنه سيوصلها
بالسيارة حتى منزلها، فهو لا يرغب أن يتركها في هذه الحالة، ومرة أخرى وافقت على
مضض.
دفع الحساب
واستقلا السيارة ليتحرك في طريق منزلها وحينما تأكد أنها نامت استدار ليسير في
طريق المخزن المهجور الذي استأجره.
حينما وصلا، تأكد
أن لا أحد يراه، حيث أن المنطقة تخلو من الناس بعد السادسة مساءً، وحملها للمخزن.
وفي المخزن أغلق هاتفها ونزع شريحة الهاتف وألقاها. وجلس ينتظر.
بعد ساعتين بدأت
تفيق، لتجد نفسها مستلقية على طاولة في ظلام دامس، وأدركت أنها مقيدة للطاولة، همت
بالصراخ لكنها لاحظت حركة عند ركن المخزن المظلم، نظرت بعينيها الواسعتين مدققة في
الظلام، لتجده يجلس مسترخياً على مقعد خشبي ينظر إليها.
سألت: أين أنا؟
وكيف جئت إلى هنا؟ ماذا تفعل؟
اتجه ناحيتها بهدوء وأجاب: أنت هنا في مكان مهجور لا يوجد بشر حوله، ولن يسمعك به أحد أبداً، فوفري على نفسك الصراخ، ولتجيبي بصدق وصراحة، لماذا تركتني؟ هل كنت تتسلين بي كل تلك الفترة؟
أجابت: لا، لم أكن أتسلى، لم أكن أعلم حتى إن كنت أحبك أم لا.
سألها: إذاً كنتي تخدعينني وتقولين أنك تحبينني؟
أجابت: لا أعرف، ولا أعلم، ولا أريد أن أعرف، أريد أن أضع هذه السنوات وراء ظهري وابدأ من جديد، أرجوك لا تأذيني، أرجوك أنا أعرفك جيداً، أنت أفضل وأطيب وأحن شخص عرفته بحياتي. كيف تفعل هذا بي؟
قال لها: قمتي بقتل هذه الصفات بآخر مكالمة هاتفية بيننا... أنا هنا أسعى لإنهاء شرورك ولأتأكد أنك لن تؤذي أحداً بعدي. لقد عرفتك على حقيقتك، لكم كنت ساذجاً لأخلق لك الأعذار كل مرة تهينني فيها، وبكل مرة أسامحك وأنسى كل ما فعلتيه بي لتعودي وتكرري فعله. صارت إهاناتك لي أمراً يسيراً بالنسبة لك حتى كففت بالاعتذار عنها. أنا أحبك حقاً من كل قلبي، وسأظل أحبك دوماً، هذا أمر لا أستطيع أن أكف عنه، لكن يجب أن ينتهي شرورك اليوم. دفعت الكثير من وقتي وصحتي وحياتي، أشياء كثيرة أضعتها لأجلك وأشياء كثيرة كان ممكن أن أضيعها لأجلك بإشارة منك. والآن يجب أن تدفعي المقابل لكل هذا، سأسرق منك ما حلمت دوماً بامتلاكه.
اتجه ناحيتها بهدوء وأجاب: أنت هنا في مكان مهجور لا يوجد بشر حوله، ولن يسمعك به أحد أبداً، فوفري على نفسك الصراخ، ولتجيبي بصدق وصراحة، لماذا تركتني؟ هل كنت تتسلين بي كل تلك الفترة؟
أجابت: لا، لم أكن أتسلى، لم أكن أعلم حتى إن كنت أحبك أم لا.
سألها: إذاً كنتي تخدعينني وتقولين أنك تحبينني؟
أجابت: لا أعرف، ولا أعلم، ولا أريد أن أعرف، أريد أن أضع هذه السنوات وراء ظهري وابدأ من جديد، أرجوك لا تأذيني، أرجوك أنا أعرفك جيداً، أنت أفضل وأطيب وأحن شخص عرفته بحياتي. كيف تفعل هذا بي؟
قال لها: قمتي بقتل هذه الصفات بآخر مكالمة هاتفية بيننا... أنا هنا أسعى لإنهاء شرورك ولأتأكد أنك لن تؤذي أحداً بعدي. لقد عرفتك على حقيقتك، لكم كنت ساذجاً لأخلق لك الأعذار كل مرة تهينني فيها، وبكل مرة أسامحك وأنسى كل ما فعلتيه بي لتعودي وتكرري فعله. صارت إهاناتك لي أمراً يسيراً بالنسبة لك حتى كففت بالاعتذار عنها. أنا أحبك حقاً من كل قلبي، وسأظل أحبك دوماً، هذا أمر لا أستطيع أن أكف عنه، لكن يجب أن ينتهي شرورك اليوم. دفعت الكثير من وقتي وصحتي وحياتي، أشياء كثيرة أضعتها لأجلك وأشياء كثيرة كان ممكن أن أضيعها لأجلك بإشارة منك. والآن يجب أن تدفعي المقابل لكل هذا، سأسرق منك ما حلمت دوماً بامتلاكه.
أحضر محقناً من
على ركن الطاولة وقال لها: لا تخافي، هذا مخدر موضعي، أريدك أن تشاهدي كل شيء.
بدأت بالصراخ
وحاولت تمزيق قيودها لكنها لم تستطع، فتح قميصها وحقنها بالمخدر فوق عظمة القص. وهي
مستمرة بالصراخ حتى بح صوتها.
أحضر مشرطاً،
وأخبرها عما هو عازم عليه، اتسعت عيناها في خوف ورعب وعدم تصديق لما يحدث، حاولت
تقنع نفسها أنها تعيش كابوساً، لكن ألم إبرة المحقن كان حقيقياً للغاية.
قال لها: اهدئي يا
حبيبتي... سينتهي كل شيء قريباً جداً.
أمسك المشرط
بإحكام وقطع شقاً طولياً بصدرها فوق عظمة القص، فانفجرت نافورة صغيرة من الدماء،
لتتساقط بعض القطرات على وجهه بجانب شفتيه، والتي لعقها بلسانه في تلذذ واضح.
وكانت هي مستمرة بالصراخ، وهو لا يعلم لماذا تصرخ بعد أن أعطاها مخدراً موضعياً
قوياً
.بدأ بالعمل، كسر الضلوع وفتحها عنوة، كان
الدم يتدفق من كل جانب لكنه كان يتوقع هذا، واستمر بالعمل حتى رأى الكتلة العضلية
النابضة في صدرها. نظر إليها، ليجدها متسعة العينين وأنفاسها متلاحقة. فقال لها:
تصبحين على خير يا حبيبتي. ثم استخدم المشرط ليقطع صمامات القلب ويفصله عن جسدها. لتصير
في لحظات جثة هامدة. منحها قبلة أخيرة على شفتيها، وقال لها: الوداع يا من أحبها
قلبي.
وضع جثتها في
برميلاً بلاستيكياً كبيراً يحوي حمض كبرتيك مركز. وقضي ليلته ينظف الطاولة والأرض
من الدماء. وأخذ البرميل معه بالسيارة ليرميه بالصحراء في طريق القاهرة -
الإسكندرية الصحراوي. حيث لن يتعرف أحداً أبداً على ما تبقى من جثتها.
انتهى أخيراً من
النظر للسقف وتذكر كل الأحداث السابقة التي مرت به، قام من فراشه ليتجه إلى ركن
الغرفة، لينظر إلى المرطبان المليء بالفورمالين... والكتلة العضلية القابعة في
السائل المائل للصفرة، والتي كانت يوماً ما تنبض في صدرها لتضخ الدماء، لكن لم
تنبض له قط. وابتسم في زهو وفخر، فهو الآن يملك قلبها، حرفياً!
تمت.