صحيت الساعة 2:30 صباحاً على رسالة واتس أب اتبعتت الساعة 12 ونص صباحاً ووصلتني
متأخر. واحدة بتقول لي "خلينا نقطع واحنا مش قالبين على بعض". بصراحة مش
فاهم إيه لازمة الصلح طالما هنقطع. يعني الواحد يفضل متذكر أمور لطيفة وحلوة للشخص
التاني بعد ما قطع معاه وييجي وقت يضعف فيه ويحاول يتواصل معاه؟ أنا أفضل لو هنقطع
إننا نفتكر كل مساوئ الشخص التاني، ونكرهه، عشان ما نحاولش نتواصل معاه تاني. وبما
أني امبارح كتبت إن ماليش أصدقاء فده لأن الكل ماشي وراحل، وبصراحة اتخنقت، اللي
عايز يرحل، يتفضل، وهفتحله الباب بنفسي أو هزقه من الشباك أو هضغطله الزناد... حسب
ما يحب تكون طريقة رحيله.
أنا سني بيقرب من الأربعين... وبصراحة معادش عندي وقت أضيعه في المهاترات
دي.
-------
----
-------
اتكعلبت من شوية في الفيديو ده، الفيديو معمول من طيران نيوزيلندا وكله
مبني على استثمار حب الناس لأفلام Lord of
the Rings وThe
Hobbit... اللي اتصوروا كلهم في نيوزيلندا. وخلي
بالك إن دي العلاقة الوحيدة لنيوزيلندا بالموضوع، إن مواقع التصوير كانت فيها. ونيوزيلندا
استثمرت الموضوع ده في عمل فيديو رائع زي ده.
أما في مصر، فحدث ولا حرج، عن تأخير المعدات في الجمارك والرشاوي اللي بتتطلب عيني عينك والمصنفات اللي بتراقب الفيلم عشان تتأكد إنه معمول حسب هواهم... إلخ. ده اللي عايز يصور فيلم دلوقتي عن مصر بيروح يصوره في أبو ظبي. وبعدين يطلعلنا واحد غبي يقولنا مصر أم الدنيا... صحيح؟ طيب إزاي؟ فين الدليل؟ الحقيقة أن مصر دولة متخلفة تعاني من دكتاتورية وفساد (على كل المستويات) وبطالة وعنصرية وإرهاب وانفجار سكاني وانهيار اقتصادي، يمكن زمان قبل غزو الأديان الإبراهيمية كانت مصر دولة عظمى، وبذلك وقتها كانت تستحق لقب أم الدنيا، لكن دلوقتي؟ تمشي في الشارع متلاقيش حد مبتسم أصلا، كل الناس مكشرة وكارهة نفسها، بسبب التلوث والزبالة في الشوارع والمتحرشين وسواقين التاكسي اللي بيقولولك أرقام فلكية على اعتبار إنك زبون أوقعك الله بين براثنهم عشان ينهشوك، والحكومة اللي بتغلي الكهرباء والمياه والغاز والبنزين والضرائب والجمارك وأسعار السلع مرتين أو تلاتة كل سنة، مستحيل نبقى زي نوزيلندا لأن معندهمش دكتاتورية، عندهم حرية اعتقاد حقيقية (مش المضروبة اللي عندنا) عندهم حرية تعبير حقيقية (مش تكميم الأفواه اللي عندنا)، بالتالي هم بيتقدموا والمصريين بيتحولوا لبهائم لا يناسبها إلا أن ترعى في الحقول وتُذبح.
أما في مصر، فحدث ولا حرج، عن تأخير المعدات في الجمارك والرشاوي اللي بتتطلب عيني عينك والمصنفات اللي بتراقب الفيلم عشان تتأكد إنه معمول حسب هواهم... إلخ. ده اللي عايز يصور فيلم دلوقتي عن مصر بيروح يصوره في أبو ظبي. وبعدين يطلعلنا واحد غبي يقولنا مصر أم الدنيا... صحيح؟ طيب إزاي؟ فين الدليل؟ الحقيقة أن مصر دولة متخلفة تعاني من دكتاتورية وفساد (على كل المستويات) وبطالة وعنصرية وإرهاب وانفجار سكاني وانهيار اقتصادي، يمكن زمان قبل غزو الأديان الإبراهيمية كانت مصر دولة عظمى، وبذلك وقتها كانت تستحق لقب أم الدنيا، لكن دلوقتي؟ تمشي في الشارع متلاقيش حد مبتسم أصلا، كل الناس مكشرة وكارهة نفسها، بسبب التلوث والزبالة في الشوارع والمتحرشين وسواقين التاكسي اللي بيقولولك أرقام فلكية على اعتبار إنك زبون أوقعك الله بين براثنهم عشان ينهشوك، والحكومة اللي بتغلي الكهرباء والمياه والغاز والبنزين والضرائب والجمارك وأسعار السلع مرتين أو تلاتة كل سنة، مستحيل نبقى زي نوزيلندا لأن معندهمش دكتاتورية، عندهم حرية اعتقاد حقيقية (مش المضروبة اللي عندنا) عندهم حرية تعبير حقيقية (مش تكميم الأفواه اللي عندنا)، بالتالي هم بيتقدموا والمصريين بيتحولوا لبهائم لا يناسبها إلا أن ترعى في الحقول وتُذبح.
أنجس فكرة ممكنة هي فكرة "شعب الله المختار" سواء اللي بيؤمن
بيها اليهود أو المسلمين.
اليهود لما تشبعت فيهم الفكرة دي، نشوف أحوالهم واضحة في القرن الأول في
القصص اللي بيحكيها الإنجيل سواء قصة السامري الصالح عن اليهودي المجروح المصاب
اللي مرمي في الطريق وعدى عليه كاهن وفريسي وبصوله من فوق لتحت وسابوه ومشيوا...
والسامري، اللي هو بالنسبة لليهود شخص نجس ومصافحته تنقض الوضوء (آه الديانة
اليهودية فيها وضوء)، السامري ده شافه أشفق عليه شاله على حماره ووداه لفندق ودفع
تمن علاجه وإقامته مقدماً مش طمعاً في إسلامه – لمؤاخذة – سامريته، لا، هو ما
شافوش بعد كده تاني، كان لعمل الخير وبس بشكل طبيعي مش عشان يدخل بيه الجنة ولا أي
هري من الهراء اللي بتؤمن بيه الشعوب المتخلفة. وهنا يتسأل سؤال، مين قريب
اليهودي؟ الكاهن؟ ولا الفريسي؟ ولا السامري؟
المشكلة هو أننا كلنا بشر والمفروض والطبيعي إن كلنا سواسية، لكن فيه
مجموعة من البشر لأسباب دينية أو عرقية أو الاتنين سواب يعتبروا نفسهم أحسن من
بقية الناس، والفكرة دي في حد ذاتها بتخليهم أحط شعوب الأرض.
لو بصينا حوالينا في الكوكب وجبنا المجموعات الدينية والعرقية اللي بتؤمن بكده
ببساطة هنلاقيهم شحاتين الكوكب، اللي شغلتهم هي الأكل والنوم والخلفة، زي البهايم.
زي التلميذ اللي اتقال له في أول السنة، عشان أنت قريب الأستاذ علان، هتنجح
السنة دي بأعلى الدرجات. هل التلميذ ده هيذاكر؟ ليه يتعب نفسه ويذاكر وهو ناجح
ناجح أصلاً؟
ومن هنا نستنتج إن الدين، وفكرة الجنة، وفكرة دخول الشخص الجنة لمجرد إنه مؤمن
بدين ما، هي سبب انحطاط الشعوب وتخلفها، وسبب العنصرية والجهل والمرض والتحرش
والفساد والرشوة والمحسوبية... آه بجد، سبب كل دول، بتسأل إزاي؟ التلميذ بطّل
يذاكر، هيعمل إيه بوقته غير كل ده؟
فكرة الجنة نفسها بتخليك شايف إن – منطقيا – الحياة الأخروية اللي هي للأبد
مهمة، فإزاي تنشغل عنها بالتعليم والقراءة وتهذيب النفس والعمل؟ ده أنت تواظب على
كل الصلوات والعبادات اللي تكدست على مر مئات وآلاف السنين عشان تضمن الوصول إلى
الجنة، وطز في العمل والعلم والتقدم لأن دي كلها توافه وأمور دنيوية مؤقتة.
يعني الشافعي بيقول: " كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَةٌ، إلاَّ
الحَديث وَعِلْمِ الفِقْهِ في الدِّينِ." وبالتالي، كل الناس اللي عملوا
القرآن والحديث والفقه شغلانتهم (وبتعمل فلوس كتير الصراحة)، بقوا بيتسموا
"علماء".
إنما عالم في الطب أو الفيزياء أو الكيمياء... هذه "مشْغَلَة"!
علوم دنيوية تافهة مؤقتة!
بالمناسبة، دايماً بنلاقي الجهلاء والدهماء بيكرروا عبارات ملهاش معنى، مثل: "إذا
رجعنا إلى ديننا سنصبح أمة متقدمة كما كنا".
وده للأسف ناتج عن عدم المعرفة إطلاقاً. لأن في الخلافة العباسية، الوقت اللي
كانت العلوم فيه تتحدث العربية، كان الخليفة يجزل العطاء للنصارى واليهود لترجمة
الكتب من اللاتينية واليونانية واللغات الأخرى إلى العربية، يعني حرية اعتقاد مكفولة.
في نفس ذات الوقت كان أشهر ملحدين عرب ابن الراوندي وأبو عيسى الوراق بيعملوا
حلقات نقاش وبينسخوا كتب وبيبيعوها عيني عينك في بغداد على بعد مرمى حجر من قصر
الخليفة، يعني حرية تعبير مكفولة. وخلفاء الخلافة العباسية اتكلم ناس كتيرة جدا في
التاريخ عن ولعهم بالجنس المثلي زي حكاية الخليفة الواثق وغلامه مُهج، يعني حرية
جنسية مكفولة.
وانهارت الحضارة العلمية العربية واتدمرت على يد أبو حامد الغزالي...
الراجل اللطيف اللي قال لا علم إلا ما علمه القرآن لنا، وكفّر الرياضيات والمشتغلين
بها والكيمياء والمشتغلين بها وكتب كتاب يشنّع فيه على الفلسفة اسمه تهافت
الفلاسفة، وتبعه تلامذته في التكفير زي ابن تيمية اللي كفّر ابن سينا وغيره من
"العلماء" وتلميذه ابن قيّم الجوزية اللي كفّر علماء آخرين وكتب كتاب
أحكام أهل الذمة وكتب أخرى سيذكرها التاريخ يوماً ببصقة كبيرة كما يذكر أهل العدل
كتاب كفاحي للمجحوم هتلر.
الجهلاء والدهماء يريدون تقدم العصر العباسي وإسلام الغزالي وتيمية
والجوزية... هيهات! النقيضان لا يجتمعان!