Thursday, August 15, 2013

رحلة عوضين - قصة قصيرة - الحلقة الثانية

أفاق عوضين وكان الوقت مساءً، وكانت الشمس قد مالت للمغيب، حاول أن يتذكر ما حدث، لكن منعه ألم قوي برأسه، تحسس جبهته برفق، فشعر كأنما ثمة ألم ناتج عن حرق في منتصف جبهته تماماً. حينها بدأ يتذكر ما حدث، الكائن، وأصبعه الذي لمس جبهته، وكيف كان يسيطر عليه ويعرف اسمه ويحدثه بدون أن يصدر صوتاً. حاول عوضين أن يقف على قدميه بصعوبة بالغة، ونجح أخيراً بالوقوف بعد عدة محاولات. ألقى نظرة على الحفرة، فلم يجد شيئاً. وكاد هذا أن يفقده صوابه، أين ذهبت تلك المركبة اللامعة وهذا الكائن الغريب؟! هل جن وفقد عقله؟ مثل كل أهل قريته يعرف تلك القصة عن كمال أفندي الورداني الذي كان مدرساً بأحد مدارس البندر وفي يوم ما فقد عقله وأصبح يرى أشياء ويكلم أشخاص لا يراها غيره وانتهى به الأمر كأحد سكان مستشفى المجاذيب. نفض عن نفسه تلك الأفكار سريعاً، وسار متهالكاً عائداً إلى داره متأخراً عن موعد عودته اليومي. وحين وصوله وجد زوجته القلقة في انتظاره، لم يبالي بسؤالها عن تأخره ولا عن سر ذلك الحرق في منتصف جبهته، كيف يجيبها وهو لا يعرف ماذا حدث بالضبط، اتجه إلى فراشه لينعم بالنوم بعد هذا اليوم الغريب. وأثناء نومه رأى حلم عجيب، رأى نفسه كقائد سفينة فضائية ضخمة كل من فيها يشبهون ذلك الكائن الذي رآه في حقله، وهو يصرخ فيهم مكلفاً إياهم بأعمال عدة، بلغة لم يفهمها حينها. وفجأة ارتجت السفينة الفضائية عقب انفجار ضخم وقع واشتعلت النيران في كل مكان... استيقظ عوضين صارخاً في انزعاج والعرق ينسدل من على جبهته فشعر بألم مكان الجرح. قام من فراشه ليتوضأ ويصلي وينطلق إلى أرضه مثلما يفعل كل يوم.
مضت الأيام حتى قارب عوضين على نسيان هذه الأحداث، حتى جاء اليوم الذي تغيرت فيه حياته كلها. كان أحد أيام الشتاء، وكان قد عاد من حقله وجالساً بداره متدثراً ليشعر بالدفء ويستمع للمذياع كعادته، صوت المذياع كان منخفضاً، وشعر عوضين بالكسل والإرهاق فلم يقو على الذهاب للمذياع الكبير بوسط الدار كي يرفع الصوت قليلاً، وتمنى بداخله أن يرتفع الصوت... وكانت المفاجأة، أن الصوت أخذ بالارتفاع في الحال. شعر عوضين بالذهول، لكنه علم أنه من فعل هذا، فأخذ يتمنى بداخله أن ينخفض صوت المذياع، وهذا ما حدث، وانخفض الصوت. ارتعب عوضين من تلك القدرات الجديدة التي لم يسمع عنها من قبل، وعادت ذاكرته إلى تلك الأحداث بحقله... وشعر أن ثمة علاقة بين لمسة اصبع هذا الكائن لجبهته وبين قدراته الخارقة الجديدة. فقام بفضوله يجرب، نظر إلى كوب الشاي الفارغ وتمنى أن يأتيه، بالبداية لم يحدث شيء، ضاعف عوضين من تركيزه، فارتفع الكوب في الهواء ببطء متجهاً ناحيته، أصاب عوضين الهلع مما يستطيع فعله وفقد تركيزه فسقط الكوب الزجاجي متحطماً على أرض الدار. أخذ عوضين يفكر، ما الذي يحدث، ولماذا أصبحت لديه هذه القدرات الخارقة؟ وفجأة جال في عقله خاطر ما، ماذا لو علم أحد بما يمكنه فعله؟ فأقسم بينه وبين نفسه ألا يعلم أحد بما يحدث له أبداً، لئلا يكون مصيره كمصير كمال أفندي.  

2 comments:

  1. :D :D أنا عايزة الكائن الفضائى دا يجيلى زيارة فى البيت هنا
    Mad Donna :D

    ReplyDelete
    Replies
    1. ما أنتي لو قريتي الحلقة التالتة ما كنتيش هتقولي كده
      :D

      Delete