استيقظ أحمد فجأة من نومه والعرق يسيل من جبهته بمنتصف فصل الشتاء، وأخذ يلهث بعنف محاولاً التأكد أنه عاد إلى الواقع وتوقف الكابوس، نظر إلى زوجته النائمة إلى جواره في صمت، وحسدها على نومها الهادئ. شعر بالعطش، فقام من فراشه متجهاً للمطبخ كي يشرب كوب من الماء، حينما أضاء نور المطبخ، توقف مكانه في خوف وذهول، حيث كان على طاولة المطبخ قط فاحم اللون كبير الحجم يشخص إليه بتحد وثبات. حاول أحمد أن يقنع نفسه ربما هالة زوجته هي من أتت به ولم يتسنى لها إخباره، فهو يعلم مدى حبها للقطط. شرب كوب الماء وذهب لينام، وفي الصباح سأل هالة عن القط ومتى ومن أين أتت به، أخبرته أنها لم تأت بأي قط. قلبا محتويات الشقة بحثاً عنه لكنهما لم يجداه. قالت هالة ربما هو قط الجيران وأتى وخرج من شباك المطبخ أثناء نومهما. لم يقتنع أحمد بهذا الأمر، إذ كان شباك المطبخ مغلقاً وإلا كان سيلاحظ تيار الهواء البارد بفصل الشتاء. ذهب إلى عمله ولا يشغل عقله سوى هذا القط ونظرته إليه كأنما بها دونية واحتقار. وصمم أن يبحث عنه هذه الليلة ويوقع به. بعد انتهاء دوامه ذهب لشراء سم وقطعة لحم، قضي ليلته يطهي اللحم وخلطه بالسم ووضعه على الطاولة، وذهب لينام جوار زوجته منتظراً منتصف الليل ليقوم ويذهب إلى المطبخ ليرى إن كانت حيلته قد نجحت. وحينما دقت ساعته معلنة قدوم منتصف الليل قام بهدوء متجهاً للمطبخ فوجد القط جالساً بنفسه نظرته المتحدية فوق الطاولة ولم يمسه، ارتعب أحمد إذ لاحظ نظرة كراهية حقيقية بأعين القط حاول العودة بهدوء والخروج من المطبخ، لكن فجأة أشار القط إشارة غامضة لباب المطبخ فأغلق عليهما. فجحظت عين أحمد في رعب وذهول، لكن القط لم يمهله ووثب عليه.
يشهد الجيران بعد
هذه الأحداث أن أحمد أصبح قليل الكلام بلا أي تغيير حقيقي سوى بقرنيتيه اللتين
أصبحتا غريبتين كأنهما مشقوقتين، وبعينيه نظرة تحد وثبات وأحياناً تكون مليئة
بالكراهية.
يا سيدي علي التلبس :-)
ReplyDeleteالقصة دي ممكن تكبر ويبقي فيها تفاصيل أكتر. هل أحمد هو الوحيد الذي حدث له هذا؟ حيحصل إيه بعد كدة؟ ما هو سر التلبس هذا؟
بس حلوة
الموضوع ده هسيبه لخيال القارئ :D
Delete