خرج من منزله، لا
يعلم ماذا يفعل، فقد فرغ الطعام والأطفال يتضورون جوعاً، أين يجد الطعام؟ فلم يعد
يلقى بالشوارع كما كان يحدث منذ زمن. أخذ يتجول لمدة طويلة باحثاً عن الطعام بأية
صورة، حتى ولو كسرة خبز صغيرة تسد جوعه هو وزوجته وأطفاله، ويوقف تلك الأصوات
الصادرة عن معدته الخاوية. وبغتة التقط أنفه الحساس رائحة شهية، أخذ يتتبعها بشغف،
يمني نفسه بطعام جيد بعد كل هذا الجوع، اقترب بحذر، فهو يعلم كيف يتربص له أعداءه
من كل مكان، ونظر من على بعد، فوجد سمكة مشوية شهية تنتظره، ركز نظره بثبات على
السمكة، وكاد ينطلق... لولا أنه توقف فجأة ليعيد النظر، ويعيد حساباته. السمكة متواجدة
بمنزل كبير، بابه مفتوح، لا يعلم إن كان هذا فخ من أعداءه المتربصين به، أم أنها
محض صدفة. أخذ ينظر يمنة ويسرة ويدور حول المنزل لم يجد أحداً، ولم يجد خطراً...
انطلق إلى السمكة، وأخذها بحذر... وفجأة اغلق الباب عليه، شعر أنه سجين، وأن لا
مفر، أخذ يصرخ ويصرخ، ويضرب الجدران بكلتا قبضتيه ويحاول تحطيمها بأسنانه القوية،
لكن أين المفر؟! استسلم لمصيره وأخذ يبكي على فناءه وفناء أولاده الجوعى.
في نفس الوقت
بحجرة أخرى استيقظت أم محمد ربة المنزل فجأة وهزت زوجها بعنف قائلة : "اصحى
يا أبو محمد، المصيدة مسكت الفار." تمت.
هههههههههههههه...
ReplyDeleteجميلة جدا يا عزيزي...
شكراً يا صديقي :)
ReplyDelete:D
ReplyDelete